وجع الغياب / بقلم.محمد أبو الربيع العبيدي

 أرق  يجيء ولست  ممن  يأرق
ودموع  أشواق  تروح  وتغدق

عينان إن عصف الحنين كأنها
نبعان  في  واد الحشا  تتدفق

لله  ما أقسى  الفراق  حسبتها
نبع  الفرات  ودجلة  تترقرق

أم  أن قافية القصيد تهاملت
دمعا   فصارت  مثلها   تتنشق

فيسيل ذاك الحرف مثل يراعه
وتتيه  تلك الماخرات  وتغرق

لله   ما  فعل  الغياب    بأهله
ولكم  خليلا  من خليل يسرق

سهد  يصاحب ليلتي  ونهارها
ليل     يطل    وأخر     يتملق

البحر من حولي عمامة راهب
تقتات أقبية  الظلام  وتشنق

والموج  ما بين التأمل والروئ
ولعلها  في  الحالتين   تصفق

يا راحلا حسبي جفاك  فإنني
ما عدت أقوى للزمان  وأشفق

حسبي وحسبك بالشتات كأننا
حبات رمل  في المدى  نتفرق

أنا بنتظارك والمراسى والرحا
والركب والشطآن عنك تحملق

أو لست من قطع البحار بعشقه
ما انفك  فيك  هديرها  يتنمق

أنا في  هواك  ومن تعدد  إسمه
وجع  الغياب   ومهجة   تتمزق

قلب  تمزقه  الصبابة  بالنوى
متعذب       متوقد      متحرق

في  كل  واردة   تسعره  المنى
في  كل  شاردة   يئن   ويخفق

طيف    تخبئه   المرايا  للسنا
جرح  تترجمه  العيون وتنطق

طير  تسجت بالجراح جناحه
لا زال  في كون الغرام  يحلق

وإذا   ترنم   كنت   أول  لحنه
وهواك أخر ما يقول  ويصدق

أنا في هواك وما هواك سوى الذي
قد  كان مكتوبا  اهيم  واعشق

ما لي بغير هواك يا صبح الهوى
إلاك  شمس  للبسيطة  تشرق

تعليقات

المشاركات الشائعة