تعاتبني على الصمت / بقلم د. فواز البشير

تعاتبني على الصمتِ ابتسام ُ
وتسألني ويسحرُها الملامُ

وتطلبُ أن أغازلَها بشعري
و تسرحُ حينَ يعجبها الكلامُ

وتخبرُني بأن أبقى ندياً
كصيدٍ حينَ تخطفهُ السهامُ

وكيفَ يجوزُ لي حبكُ القوافي
إذا لم تسبني والابتسامُ

وما خبري مع الأشواقِ تسري
كما يسري مع الغيم ِ اليمام

فقلتُ لها دعيني إنَّ قلبي
ليغمرهُ بمحنتهِ الظلامُ

بلادي لم تعد تسعى لضمّي
ولا يرضى بلقيايَ الأنامُ

بلادٌ سامَها ضرٌّ وكرب ٌ
وجرحٌ ليس يختمهُ التئام ُ

وحربٌ لم تزل تختالُ فينا
كما يختالُ في الأسرى الهمام ُ

وفقرٌ سارَ في الأرواحِ حتّى
قلانا في مرابعنا السلام ُ

وفي كلِّ الدروب بلا حياءٍ
يسيرُ القهرُ والموتُ الزؤام  ُ

فكيفَ أغازلُ الحسناءَ شعراً
ولم أفعل إذاً وأنا غلامُ

فلا واللهِ ما أرضى ونفسي
لتعلمُ أنَّ ذا مني حرامُ

فمن يلقى بنيهِ تئنُّ جوعاً
فأفضلُ ما يجودُ بهِ الصيامُ

تعليقات

المشاركات الشائعة