شآم القلب/ بقلم الشاعرة سميرة المرادني

 

سَلْ عُدوَةَ الوَادي و رَوضَ ودَادي
وَسَلِ الرّوَابي عَن جُموحِ فُؤادي

سَلْ ياسَمينَ الدّارِ أينَ عَبيرُه
سَلهُ الأَريجَ و فَوحَه المُتهَادي

سَلهُ الأمَاسي والنّشيدَ تزُفّهُ
قَمريّةٌ في فَرعِها المَيّادِ

سَلْ مَملكَاتِ  الشّوقِ حينَ يشُدّها
عَبقُ الأحبّةِ في رُبَى الإنشَادِ

الشّامُ زنبقُها يسَافرُ في الدّنى
حُرّا يَهيجُ قرَائحَ القُصّادِ

والشّامُ نرجسُها يرَفرفُ في المَدَى
بأريجِه ويجُوبُ كلّ بلادِ

واليَاسمينُ سَلوه كَم من ضَوعةٍ
عبقَت على الآكامِ والأنجَادٍ

وسَلوا..سَلوا المَاضي عن الكِينَا التي
تُهدَى من الأجدَادِ للأحفَادِ

صُوَرٌ على البطحَاءِ شَعَّ بريقُها
 بمباهجِ الخِلّانِ والأندَادِ

و ترَبّعَت في صَدرِ حُلمٍ عَبرةٌ
لا أُنسَ يَجلوهَا مِن الأحقَادِ

و تعودُ رُوحي مِن مَرَافئِ رحلةٍ
أبحَرتُ فيهَا فَوقَ كلّ تلَادِي

أتُرَاكَ يا جَبلَ المَحبّةِ ذَاكرا
أُنسي وحُزني..؟قاسيونَ بلَادي!!

في غُوطتَيكَ تقلّدَت لغةُ السّنا
حُللَ الجَمالِ عَلى مُتُونِ جيَادِ

والآهُ في بردَى أردّدُ مُدنفَا
آها تقطّعُ مَنعةَ الأصلَادِ

والنّارُ تُسجَرُ من منَابتِ أدمُعي
والسّهدُ يحصُدُ غَلّةَ الأجوَادِ

يامَنْ بَكيتُم حينَ أبكَاني النّوَى
مَن ذا يُعيدُ رَوائحَ الأكبَادِ

تنسَابُ من ذَاك الثّرى نسماتُهم
لتَذودَ عنّي هبّةَ الأحقَادِ

يا قبرَ أمّي كيفَ أروي تُربَه
أبتَاعُ آسَا في ضُحَى الأعيَادِ!!

والأهلَ والخِلّانَ كيفَ سَألتقي
بمَرابعِ الأحزَانِ والإسعَادِ

يا شَامُ!! ياوَجهَ الزّمَانِ ونبضَه
يا شَهقةَ الآمادِ والآبَادِ

قد كُنتِ مُنطَلقي وغَايةَ رحلتي
وإليكِ كانَت أوبَتي ومعَادي

سَأعودُ من أسري وهَذي عُدّتي
حرفٌ بشَفرتِه أخوضُ جلادي

أعلنتُ أنّ الحَرفَ عندي خِنجرٌ
جرّدتُه لضمَائرِ الأوغَادِ

تعليقات

المشاركات الشائعة